إعلان على الهواتف
مساحة إعلانية

samedi 15 septembre 2018

بيداغوجيا الخطــــــــــــأ

يمكن تعريف بيداغوجيا الخطأ على أنها خطة ( تصور و منهج ) بيداغوجية تقوم على اعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم و التعلم، و تفترض وجود صعوبات ديداكتيكية تواجه المتعلم أثناء القيام بتطبيق التعليمات المعطاة له ضمن نشاط تعليمي معين . وهذه الصعوبات ترجع إلى كون المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه،يمكن أن تتخلله بعض الأخطاء . وتركز بيداغوجيا الخطأ على ضرورة اعتبار أن الخطأ أمر طبيعي و إيجابي، الشيء الذي يحتم أخذه بعين الاعتبار أثناء إعداد الدروس . 



 أهمية بيداغوجيا الخطأ :
مرة أخرى يتكرر اسم باشلار الذي يقول : ” لا تحدت المعرفة إلا ضد معرفة سابقة لها ” و معناه أن التعلم لا يحدث إلا إذا انطلق من معارف سابقة عبر تصحيحها و بناء معرفة جديدة قد تكون بدورها أساسا لمعرفة أخرى و هكذا دواليك.لتصبح المدرسة بهذا المعنى فضاء لارتكاب الأخطاء دون عواقب ،و تساهم بيداغوجيا الخطأ باعتبارها استراتيجية للتعلم في تشجيع المتعلم على طرح الأسئلة الجريئة و التي يراها ملائمة و على صياغة الفرضيات و التساؤلات المقلقة حتى تلك التي تظهر غبية .و يصبح المدرس في هذه البيداغوجيا مرافقا للمتعلم لمساعدته على تصحيح أخطائه و تمثلاته لا لمراقبته و تصيد أخطائه .

كيف يمكن أن نستفيد من الخطأ و ندمجه في التعليم ؟
يمكن القول أن أهم شيء اتفق عليه المنظرون في هذا الباب هو ضرورة اعتبار الخطأ أمرا عاديا و مفيدا، لا أمرا مذموما و غريبا عن التعلم ،بل منهم من ركز على اعتباره نقطة انطلاق التعلم مع مراعاة عدم جعل المتعلم يشعر بأي ذنب وهو يخطئ .
تستند معالجة الخطأ إلى مبادئ علم النفس التكويني ومباحث الإيبستمولوجيا التي أنجزها باشلار فهي تدرج تدخلات المدرس في سيرورة المحاولة والخطأ، حيث لا يقصى الخطأ وإنما يعتبر فعلا يترجم نقطة انطلاق التجربة المعرفية.
و الخطأ يصبح فرصة لبناء التعلم إذا ما تم :

  • الاعتراف بحق التلميذ في ارتكاب الخطأ .
  • الانطلاق منه لهدمه و تعويضه بالمعرفة العلمية الجديدة .
  • تحديد الخطأ بدقة .
  • وضع فرضيات تفسيرية .
  •  تنويع الممارسات البيداغوجية بالفصل .

و في هذا السياق نشير إلى أن مجموعة من الدراسات والبحوث في هذا المجال تؤكد على أن الأخطاء التي يرتكبها المتعلم ليست ناتجة فقط عما هو بيداغوجي أو ديداكتيكي أو تعاقدي، بل إنها قد تكون راجعة لتمثلات المتعلم التي قد تشكل عوائق أمام اكتساب معرفة عملية جديدة .مع التأكيد على أن الأخطاء التي يرتكبها المتعلم في تعلمه تشكل جزأ من تاريخه الشخصي .

و لا يخفى عليكم أن معرفة الأخطاء و تحليلها لا يمكن أن تتحقق إلا بفعل التقويم الذي يعد أمرا ضروريا في قياس مستوى التحصيل عند المتعلمين خاصة ما ارتبط منها بالتحصيل وبناء المفهوم، ويبقى الهدف الأساسي هو أن يعمل المدرس جاهدا على تصحيح التمثلات الخاطئة وتعويضها بمعرفة مواتية حسب مختلف مراحل النمو العقلي و وتيرة التعلم لدى المتعلم . و بتعبير آخر فالتقويم ( بمختلف أنواعه ) يعني رصد الأخطاء و رصد الأخطاء معناه الحاجة إلى التقويم .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية